مركز الهدهد للدراسات الاثرية يدين اعتداء الكيان الصهيوني على مدينة صنعاء القديمة

بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الهدهد للدراسات الاثرية يدين اعتداء الكيان الصهيوني على مدينة صنعاء القديمة
يُدين مركز الهدهد للدراسات الأثرية العدوان الصهيوني الذي استهدف المعالم الأثرية اليمنية عصر يوم الخميس 2 ربيع ثاني 1447هـ، الموافق 25 سبتمبر 2025م، وذلك عبر قصف الجزء الشرقي من مدينة صنعاء القديمة بعدة غارات أسفرت عن سقوط ضحايا من المواطنين وتدمير أجزاء من المنازل التاريخية والمساجد التي تعود الى فترات زمنية مختلفة.
يعد الجزء الشرقي من صنعاء القديمة جزء لا يتجزأ من المدينة المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي اليونسكو وسجلت صنعاء القديمة في العام 1986م كمدينة يمنع المساس بها او الاعتداء عليها كونها ارث حضاري.
تعرضت عدة احياء في الجزء الشرقي من المدينة وهي حارة البكيرية وصلاح الدين والمدرسة، للضرر نتيجة قصف طيران العدوان الصهيوني على مبنى عثماني قديم كان يسمى دار النسيج الذي بني في نهاية الوجود التركي لليمن وبالتحديد سنة 1900م، مما أدى الى تعرض جامع البكيرية الى اضرار جسيمة والذي يعود بناءه الى سنة 1597م على يد الوزير العثماني حسن تحسين باشا بعد موت مساعدة بكير بك وسمي باسمه، كما تعرض مسجد المدرسة والذي يعود بناءه الى القرن التاسع الهجري للأضرار نتيجة القصف.
يُؤكد مركز الهدهد بأن هذا العدوان ليس فقط جريمة حرب، بل يمثل انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية التي تُجرم استهداف التراث الثقافي، مثل اتفاقية لاهاي 1954 لحماية الممتلكات الثقافية، واتفاقية اليونسكو 1972 لحماية التراث العالمي المادة 6 منها والتي تنص على( تعهد كل الأطراف الموقعة في الاتفاقية على عدم الاضرار بصورة مباشرة او غير مباشرة بالتراث الثقافي في أقاليم الدول الأخرى الموقعة في هذه الاتفاقية)، والبروتوكول الأول الإضافي الى اتفاقيات جنيف 1977 المادة 85 الفقرة 4-د التي تنص على ان (شن الهجمات على الاثار التاريخية وأماكن العبادة والاعمال الفنية التي يمكن التعرف عليها بوضوح يعد انتهاك جسيم لهذا الحق ومخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الملحقة) و يمثل تصعيداً غير مبرر في تدمير المواقع الأثرية اليمنية التي تمثل جزءا كبيراً من تاريخ وثقافة اليمن والعالم.
يُطالب مركز الهدهد للدراسات الأثرية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية على رأسها اليونسكو بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، ودعوتهم الى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه هذا الاعتداء، والتعاون مع الجهات الرسمية والخاصة للعمل على انقاذ مدينة صنعاء القديمة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة المعتدين ووقف هذه الأعمال التي تدمّر الإرث الثقافي للإنسانية.
كما يؤكد المركز استعداده لتقديم الدعم والتعاون بكافة الوسائل الممكنة مع الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الثقافة والهيئة العامة للأثار والمتاحف، والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية وذلك من منطلق الحفاظ على التراث الثقافي اليمني، ويتطلب من الجميع الوقوف في وجه محاولات تدميره وطمس معالمه، ويدعو المركز الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المحلي والدولي الى رصد وتوثيق كافة الجرائم التي تطال التراث الثقافي اليمني.
صادر عن
مركز الهدهد للدراسات الأثرية
صنعاء الاثنين 6 ربيع ثاني 1447هـ الموافق 29 سبتمبر 2025م