مركز الهدهد للدراسات الاثرية يدين اعتداء الكيان الصهيوني للمتحف الوطني بصنعاء


بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الهدهد للدراسات الاثرية يدين اعتداء الكيان الصهيوني للمتحف الوطني بصنعاء
يُدين مركز الهدهد للدراسات الأثرية العدوان الصهيوني الذي استهدف المعالم الأثرية اليمنية عصر يوم الاربعاء 17 ربيع الاول 1447هـ، الموافق 10 سبتمبر 2025م، وذلك عبر قصف محيط المتحف الوطني الذي كان يعرف (بدار السعادة)، والواقع في ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء بعدة غارات أسفرت عن سقوط ضحايا من المواطنين وتدمير أجزاء من مبنى المتحف وملحقاته وتعريض الاف القطع الاثرية للأضرار.
يعد المتحف الوطني من المباني التاريخية التي بنيت في فترة الوجود العثماني في اليمن، حيث قام الوالي العثماني أحمد أيوب باشا ببناء(بيمارستان) مستشفى للأمراض النفسية في بستان المتوكل المجاور لجامع المتوكل في عام 1931م، وبعد صلح دعان بين الامام يحيى حميد الدين والدولة العثمانية تحول المستشفى الى قصر للأمام وأطلق عليه اسم (دار السعادة)، وفي عام 1987م تم تحويل المبنى الى متحف وطني يضم الاف القطع الاثرية.
يُؤكد مركز الهدهد بأن هذا العدوان ليس فقط جريمة حرب، بل يمثل انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية التي تُجرم استهداف التراث الثقافي، مثل اتفاقية لاهاي 1954 لحماية الممتلكات الثقافية، واتفاقية اليونسكو 1972 لحماية التراث العالمي المادة 6 منها والتي تنص على( تعهد كل الأطراف الموقعة في الاتفاقية على عدم الاضرار بصورة مباشرة او غير مباشرة بالتراث الثقافي في أقاليم الدول الأخرى الموقعة في هذه الاتفاقية)، والبروتوكول الأول الإضافي الى اتفاقيات جنيف 1977 المادة 85 الفقرة 4-د التي تنص على ان (شن الهجمات على الاثار التاريخية وأماكن العبادة والاعمال الفنية التي يمكن التعرف عليها بوضوح يعد انتهاك جسيم لهذا الحق ومخالفة للاتفاقيات والبروتوكولات الملحقة) و يمثل تصعيداً غير مبرر في تدمير المواقع الأثرية اليمنية التي تمثل جزءا كبيراً من تاريخ وثقافة اليمن والعالم.
يُطالب مركز الهدهد للدراسات الأثرية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية على رأسها اليونسكو بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، ودعوهم الى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه هذا الاعتداء، والتعاون مع الجهات الرسمية والخاصة للعمل على انقاذ مقتنيات المتحف واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة المعتدين ووقف هذه الأعمال التي تدمّر الإرث الثقافي للإنسانية.
كما يؤكد المركز استعداده لتقديم الدعم والتعاون بكافة الوسائل الممكنة مع الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الثقافة والهيئة العامة للأثار، وذلك من منطلق الحفاظ على التراث الثقافي اليمني، ويتطلب من الجميع الوقوف في وجه محاولات تدميره وطمس معالمه، ويدعو المركز الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المحلي والدولي الى رصد وتوثيق كافة الجرائم التي تطال التراث الثقافي اليمني.
صادر عن
مركز الهدهد للدراسات الأثرية
صنعاء الخميس 18 ربيع الاول 1447هـ الموافق 11 سبتمبر 2025م