مركز الهدهد للدراسات الأثرية يدين الاعتداء الأمريكي على التراث الثقافي اليمني واستهداف قلعة نقم (القشلة)

يُدين مركز الهدهد للدراسات الأثرية العدوان الغاشم الذي استهدف المعالم الأثرية اليمنية من قبل طيران العدو الأمريكي مساء يوم الثلاثاء 8/4/2025م، الموافق 10 شوال 1446هـ، وذلك عبر قصف قلعة نقم التاريخية المعروفة باسم (القشلة)، والواقعة على جبل نقم شرق العاصمة صنعاء بعدة غارات أسفرت عن تدمير أجزاء كبيرة منها.
تعد القلعة إرثاً حضارياً فريداً، حيث بُنيت بأمر من السلطان العثماني عبدالحميد الثاني بالتزامن مع مبنى العرضي مطلع القرن العشرين، وتقف شاهدة على طبقات متعاقبة من التاريخ. فقد شُيدت على أنقاض مبنى أثري قديم يعود إلى الفترة السبئية، كما تم العثور فيها على نقوش بخط المسند وقطع أثرية نادرة، إلى جانب بركتها المنحوتة في الصخر التي كانت تُخزن مياه الأمطار، مما يؤكد عراقة الموقع وأهميته كشاهد حضاري يمتد لآلاف السنين.
يُذكّر المركز بأن هذا العدوان ليس فقط جريمة حرب، بل أيضاً انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية التي تُجرم تدمير التراث الثقافي، مثل اتفاقية لاهاي 1954 واتفاقية اليونسكو لحماية التراث العالمي، ويعكس تصعيداً غير مبرر في تدمير المواقع الأثرية اليمنية التي تمثل جزءا كبيراً من تاريخ وثقافة اليمن.
يطالب مركز الهدهد للدراسات الأثرية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية (مثل اليونسكو) بالتحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، وتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه هذا الاعتداء، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة المعتدين ووقف هذه الأعمال التي تدمّر الإرث الثقافي للإنسانية.
ويؤكد المركز أن الحفاظ على التراث الثقافي اليمني مسؤولية وطنية ودولية في الوقت نفسه، ويتطلب من الجميع الوقوف في وجه محاولات تدميره وطمس معالمه، ويدعو المركز الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع الدولي على رصد وتوثيق كافة الجرائم التي تطال التراث الثقافي اليمني.
صادر عن
مركز الهدهد للدراسات الأثرية
صنعاء الأربعاء 11 شوال 1446هـ الموافق 9 أبريل 2025م